كلية المنار للدراسات الإنسانية

مستويات التفكير في " كتاب الإبداع ومهارات التفكير" وفـــق تصنـــــــيف دروزة للأهـــــــداف التعليـــــــــــــمية

مصباح مريم بنت مسعود

الثلاثاء 05 ماي 2025

44

0

مستويات التفكير في " كتاب الإبداع ومهارات التفكير" وفـــق تصنـــــــيف دروزة للأهـــــــداف التعليـــــــــــــمية

ملخّص بحث تخرّج نوقش يوم الخميس 20 فيفري 2025م ، عنوانه: مستويات التفكير في " كتاب الإبداع ومهارات التفكير" وفـــق تصنـــــــيف دروزة للأهـــــــداف التعليـــــــــــــمية، 

دراسة تحليلية لِأسئلة وأنشطة كتب المستويات: الثالث، الرابع، الخامس من المرحلة الابتدائية

للطّالبة: مصباح مريم بنت مسعود

تكوّنت لجنة المناقشة من الأساتذة:

أ.د لكحل لخضر بن عبد القادر.../ رئيسا ومناقشا

د.بوسنان بكير بن عمر .../ مشرفا ومقررا

أ. حاج امحمد بكير بن إبراهيم ... /عضوا مناقشا

خطة الدراسة

 الإطار النظري                                                                                                    

الفصل الأول: يمثل الإطار العام للدراسة                                                                      

الفصل الثاني: التفكير تعليمه ومستوياته في تصنيفات الأهداف التعليمية.                                

الفصل الثالث: الأسئلة والأنشطة والكتاب المدرسي

الإطار التطبيقي

الفصل الرابع: الإجراءات المنهجية للدراسة

الفصل الخامس: عرض ومناقشة وتحليل نتائج الدراسة

 

مقدمة

في ظل التسارع التقني العالمي، تواجه الأنظمة التربوية تحدي إعداد أجيال قادرة على التعامل مع التدفق الهائل للمعلومات وتحليلها بوعي، وتوظيفها بفاعلية وإبداع، يُفرض هذا التحدي نتيجةَ التزايد المُطّرد في حجم المعارف وسرعة انتشارها، مما يتطلب تدريبا على مستويات التفكير العليا، والتي تُعد أدوات ضرورية لتمكين الأفراد من إدارة التعقيدات المعرفية والنجاح في مجتمعات قائمة على المعرفة، والقدرة على التكيّف مع التحوّلات المُستمرة في شتّى مجالات الحياة. بالتالي أصبح إدراج تعليم التفكير ومهاراته في المناهج التعليمية ركيزةً أساسيةً لاحتواء التغيرات الحاصلة، حيث تُركّز الدول والمؤسسات التربوية على تطوير مناهج تُعزّز هذه المهارات لبناء أجيال قادرة على التكيّف مع متطلبات الحياة المُتغيرة وتحقيق التنمية المستدامة، يهدف هذا التوجّه إلى تكوين أفرادٍ يتمتعون بمسؤولية فكرية، قادرين على الابتكار مع الحفاظ على هويتهم وأصالتهم الاجتماعية، مما يُسهم في تشكيل مجتمعات متحضرة تُوازن بين التطور التقني وقيمها الثقافية، وتستجيب بفاعلية للتحديات المُستقبلية. نتيجة لذلك فإن المناهج التعليمية تتطلب تطويرًا مستمرًا، عبر تقييم عناصرها (المدخلات، العمليات، المخرجات)، حيث يُعتبر البحث العلمي أداةً محوريةً في هذا التقييم لتحسينها ومواكبة احتياجات العصر؛ في هذا الإطار، تُسلط الدراسة الضوء على منهاج مخصص لتعليم التفكير، وهو موجّه للمرحلة الابتدائية، حيث تعتبر مرحلة حاسمة في تشكيل عقل المتعلم؛ وهو قيد التطبيق في -ابتدائية المنار- بالجزائر العاصمة منذ 2010/2011، أي نحو 14 عامًا، مما يجعله نموذجًا لبرامج تُركز على تنمية التفكير في المراحل التعليمية التأسيسية.

إشكالية الدراسة

تنص إشكالية الدراسة على السؤال الرئيس التالي:

ما مستويات التفكير المتضمنة في أسئلة وأنشطة "كتاب الإبداع ومهارات التفكير" للمستويات الثالث والرابع والخامس من المرحلة الابتدائية، وفق تصنيف دروزة للأهداف التعليمية؟

الأسئلة الفرعية للإشكالية

  1. ما نسب تمثيل العمليات العقلية من تصنيف دروزة للأهداف التعليمية التي تم توظيفها في كل من أسئلة وأنشطة كتب العينة؟
  2. ما توزيع العمليات العقلية حسب تصنيف دروزة للأهداف التعليمية في أسئلة وأنشطة "كتاب الإبداع ومهارات التفكير" في المستويات: الثالث، الرابع، الخامس من المرحلة الابتدائية؟
  3. ما مدى انسجام مستويات التفكير المتحققة في الأسئلة والأنشطة مع الأهداف التعليمية المعرفية المنشودة في كتب العينة؟

أهداف الدراسة

  • رصد نسب العمليات العقلية التي تم توظيفها في كل من أسئلة وأنشطة كُتب عينة الدراسة وفق تصنيف دروزة للأهداف التعليمية؛ وتبيّن الفرق بينهما حسب نسبها، والتركيز عليها.
  • التعرف على توزيع العمليات العقلية في أسئلة وأنشطة كتب العينة بين المستوى الثالث، الرابع، الخامس، ومدى التوازن في توزيعها في كل كتاب.
  • استكشاف مدى انسجام مستويات التفكير المتحققة في الأسئلة والأنشطة مع الأهداف التعليمية المعرفية المنشودة في كتب العينة.

أهمية الدراسة

  1. التوصّلُ إلى نتائج تسهم في التعرف على نقاط القوة لكُتب العينة في المجال المعرفي لأهدافها، مما يعزز وجودها في البرنامج المدرسي، ويثمّن توسيع نطاق تبنيها في المؤسسات التعليمية، وقد تسهم أيضا في تشخيص مواطن الضعف فيها مما يساعد مصممي المِنهاج على تطويرهِ بِاستدراكها ومعالجتها لاحقا.
  2. الإسهام في إفادة الباحثين والتربويين والمهتمين بموضوع تعليم التفكير ومهاراته، ومستوياته في تصنيفات الأهداف، خصوصا التصنيف المعتمَد في الدراسة، والتحسيس بأهمية توظيف الأسئلة والأنشطة في العملية التعليمية بما يحقق بلوغ التفكير عالي الرتبة.

مجتمع وعينة الدراسة

مجتمع الدراسة

قسم مهارات التفكير الأساسية: موزع على المستويين الأول والثاني وهو يستهدف المتعلمين في المرحلة العمرية بين (6-7 سنوات) كبداية أولية تمهيدية، وكمرحلة ضرورية لانتقال المتعلم من التفكير البسيط.

قسم العمليات المركبة للتفكير الإبداعي: ويرمي إلى تنمية القدرات الإبداعية وحل المشكلات موزعة بين ثلاث مستويات، للمتعلمين في المرحلة العمرية بين (8-11 سنة).

منهج الدراسة

كيفي/ كمي، تحليل المحتوى، المنهج الوصفي

الأسلوب الإحصائي

م حساب معامل ثبات التحليل باستخدام المعادلة التي وضعها هولستي  Holstiلقياس الثبات في دراسات تحليل المحتوى. وتمت معالجة البيانات إحصائيا بحساب عدد التكرارات ومن ثم تحويلها إلى نسب المئوية.

أداة الدراسة

تسلسل العمليات العقلية في تصنيف دروزة من الأدنى إلى الأعلى، ومن البسيط إلى المعقد

نتائج الدراسة

وكانت النتائج كالتالي:

●  أظهرت الكتب تركيزًا عاليا في الأسئلة والأنشطة في المستويات العليا للتفكير على عمليتي التطبيق بنسبة 22.26% والإبداع بنسبة 11.76%، وعلى العكس من ذلك لوحظ انخفاض التركيز في توظيف عملية التقويم بنسبة 4.22%، تليها عملية إدراك الإدراك بنسبة 1.71%.

●   في المستويات المتوسطة للتفكير، أظهرت عملية التركيب في الأسئلة والأنشطة أعلى نسبة 14.04%، تليها بنسبتين متقاربتين عملية التنظيم بنسبة 10.96%، ثم عملية التحليل بنسبة 10.27%.

●    في المستويات الدنيا كانت أقل نسبة لعملية التذكر العام 2.40%، وأعلى نسبة للتذكر الخاص 12.90% تتوسطهما عملية الفهم والاستيعاب بنسبة 9.47%.

-   فيما يخص توزيع العمليات العقلية بين الكتب، توضّح النتائج أن كتاب المستوى الخامس أكثر توازنًا وشمولًا في توظيف العمليات العقلية مقارنة بكتابي المستوى الثالث والرابع، وتبين أيضا أنّ كتاب المستوى الخامس هو الأكثر توظيفا لمختلف العمليات العقلية العليا، يليه كتاب المستوى الرابع ثم كتاب المستوى الثالث، مما يعكس تدرّجا في توزيعها مع تقدم المستويات التعليمية.

●  ثمة انسجام كبير بين الأهداف التعليمية المعرفية المستهدفة في الكتب، ومستويات التفكير المتحققة في الأسئلة والأنشطة؛ مع ذلك، دعت الدراسة إلى زيادة الاهتمام بعمليتي التقويم وإدراك الإدراك في المستويات العليا، لتحقيق شمولية أكبر في تنمية التفكير المركب بصفتها مُتضمّنة في مختلف مهاراته، كما توصي بتوظيف الأسئلة بفاعلية أكبر لدعم العمليات العقلية العليا، مع الاهتمام بتدريب المتعلمين على صياغة الأسئلة واستخدامها كأداة تعليمية تعزز وتحفز التفكير.

 

توصيات ومقترحات الدراسة

  •  
  1. زيادة الاهتمام بعمليتي التقويم وإدراك الإدراك في تصميم أسئلة وأنشطة كتب العينة، نظرًا لأهميتها في تعزيز مستوى التفكير المركب بمختلف مهاراته لدى المتعلمين.
  2. استثمار وتوظيف الأسئلة على نحو أكبر في ممارسة العمليات العقلية العليا خاصة.
  3. الاهتمام أكثر بإكساب المتعلمين مهارة صياغة وطرح الأسئلة، والتعلم من خلال توظيفها بالشكل الصحيح.

المقترحات

  1. التوسع في تحليل "كتاب الإبداع ومهارات التفكير" للمستويين الأول والثاني لمعرفة مهارات المستوى الأساسي للتفكير المتضمنة فيها.
  2. إجراء دراسة تحليلية لاستقصاء طبيعة الأسئلة المتضمنة في "كتاب الإبداع ومهارات التفكير" من حيث صياغتها ونوعها ومستوياتها.
  3. إجراء دراسة ميدانية حول واقع تدريس "كتاب الإبداع ومهارات التفكير" من وجهة نظر المعلمين، والمتعلمين وأسرهم، ومدى انعكاسه على تفكير المتعلمين، داخل المدرسة وخارجها.
  4. توسيع نطاق البحث على مواد دراسية أخرى ومراحل تعليمية مختلفة لتحديد مدى توافق المناهج بشكل عام مع تصنيف دروزة للأهداف التعليمية.

خاتمة

ختاما نخلص إلى أن كتب "الإبداع ومهارات التفكير" تمثل خطوة واعدة نحو بناء عقول قادرة على الإبداع، وتوظيف المعارف، إذ يظهر من نتائج الدراسة، سعيها إلى تقديم بنية تعليمية تهدف إلى تنمية مهارات التفكير بمستوياتها المختلفة، مع إيلاء عناية خاصة لبعض العمليات العقلية العليا مثل التطبيق والإبداع، وهو ما سيوسع آفاق تفكير المتعلمين ويرسخ لديهم تلك المهارات في مراحل مبكرة؛ إلا أن هذه الخطوة، على أهميتها، لا تزال بحاجة إلى تحسينات، فكما أظهرت نتائج الدراسة أيضا وجود فجوات في توظيف العمليات العقلية العليا الأخرى، مثل التقويم وإدراك الإدراك، وهي عمليات جوهرية لا يقتصر دورها على تعزيز التفكير المركب فحسب، بل تُعد أساسًا لبناء الحكمة اللازمة في اتخاذ قرارات سديدة في عالم يزداد تعقيدًا، وهو ما يدعو إلى إعادة النظر فيها، وتطويرها من أهل الاختصاص.

 

 

 

 

 

أضف تعليقا